دردشة توون مع رسامة الكاريكاتور البحرينية سارة قائد: "الجنس واللون والعرق لا يهمني ولا ألتفت له أصلا في عالم الكاريكاتور!"

أول رسم كاريكاتور لك ما هو ومتى؟

أول رسم كاريكاتوري كان في 2009 ، نشرت إحدى الشاشات الإخبارية تقرير لأب فلسطيني يبكي كالطفل بعد موت عائلته بأكملها بسبب قذيفة إسرائيلية، أذكر الحادثة جيدا، وأذكر التقرير جيدا! ومثل هذا التقرير قد يكون مكرر جدا على السمع والبصر، لمئات العائلات ، لكن هذا الأب  بجانب عائلته أو "أشلاء عائلته" كان مؤثر لدرجة الإجهاش في البكاء.

أنا أؤمن  بأن الألم دافع لتحريك الساكن، وتحريكه بطريقة فعالة ودائمة لفترة ما، أي لا تكون مجرد رد فعل، هو بالأصل يجب أن يرتبط شعور الألم بالحركة، وإلا فإن شعورنا بالألم سيبقى مخلوطا بالزيف والسلبية! ما فائدة أن أشاهد النزيف خلف التلفاز ولا أفتح ضماده؟!

هل فن الكاريكاتور في العالم العربي .. فن ذكوري بالمطلق وما هي أسباب ذلك إن وجدت.. برأيك كرسامة كاريكاتور عربية ؟

لا أحب التركيز على "الموضوع الذكوري" كثيرا، الجنس واللون والعرق لا يهمني ولا ألتفت له أصلا! الموهبة هي من يجب أن تفرض نفسها في محيط كرسم الكاريكاتير. طبعا ترافق الموهبة قوة الأفكار ومواكبة الحدث والذكاء في النشر، وعوامل أخرى!

لكن في نفس الوقت وجود التنوع في عالم الفن شيء جميل، وجود الرجل والمرأة، الشاب والكبير، الأبيض والاسود، السني والشيعي، العربي والكردي بجانب بعضهم، ولكل منهم  طرحه الخاص هذا باعتقادي إثراء للساحة الفنية الكاريكاتورية في بلادنا.  

القط والفأر .. لعبة رسام الكاريكاتور العربي مع أجهزة الرقابة المتعددة في البلد الذي يعيش فيه... هل مازالت قائمة حتى هذه اللحظة ام هنالك تبدبل في قواعد هذه اللعبة مؤخرا بعد الثورات العربية .. وما تشهده منطقتنا العربية من اضطرابات الآن؟

لا زالت قائمة، وستضل قائمة لمدة طويلة بعض الشيء، بشكل متفاوت بين الدول طبعا! التبديل الوحيد الحاصل هو أن الشعوب باتت أقوى وأجرأ، وكون رسام الكاريكاتير فرد من الشعب فلابد من تأثره بهذه الخصلة.

فن الكاريكاتور بالنسبة لك من خلال تجربتك كرسامة كاريكاتور.. . ما هو ؟؟؟

لا أستطيع أن أختصر إجابة هذا السؤال هنا! فن الكاريكاتير يعني لي أشياء كثيرة .. وأتمنى أن أنتقل به لمستوى مختلف وأفضل، وهذا ما أقوم به حاليا، ولكن النتائج ستأخذ وقتا بكل تأكيد.