دردشة توون مع رسام الكاريكاتور المغربي ماء العينيين بو نيلا: "فن الكاريكاتور هو سلاحي، أمارس من خلاله سخريتي السوداء على هذه الأوضاع المشمولة بعذاب الرداءة ، وعقار أتناوله كي أسترجع توازني المختل.

·       متى كانت بداياتك في عالم الكاريكاتور  وما هو أول رسم كاريكاتوري لك ؟ "

بداياتي في عالم الكاريكاتير كانت في منتصف التسعينات ولازلت أتذكر رسوماتي الأولى في موضوع المفاوضات العربية الإسرائيلية ، رسمت ثلاث شخصيات تدخل القاعة ، المفاوض الإسرائيلي والعربي والراعي الأمريكي المنحاز ، وخلف الشخصيات بينت آثار أقدام للطرفين العربي والأمريكي وحوافر كآثار لأقدام الطرف العربي.

·       هل استطاع الكاريكاتور العربي كسر النمطية والسطحية بنقده للقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات العربية كما هو حال الكاريكاتور الغربي ؟

الكاريكاتير العربي يبقى تجارب متفرقة بِغَثِّها وسَمينها ، وتبقى بعض الأسماء استطاعت كما في سؤالك كسر السطحية والنمطية ، وانخرطت في الأسئلة العميقة لمجتمعاتها ، أسئلة الحرية ، التنمية ، الإستبداد ،الفساد.....

وفضح عوائق الإرتقاء بهذا الكائن العربي إلى مصاف التجارب الإنسانية الرائدة .

ولاحظنا كيف تجند الكاريكاتير إبان الحراك وأطلق صرخاته في وجه الدكتاتورية ومن الفنانين من دفع ثمناً باهظاً جراء رسوماتهم الحادة في نقد الواقع المعاش في بلدانهم.

·       الرقيب أو الحسيب. . هل قتلته بداخلك أم مازال يلازمك كظلك في كل  فكرة تريد رسمها؟

قضية الرقيب تخف حدّتها بالنسبة لي ، لأنني أنشر عبر فضاءات الإنترنت الواسعة وغير مرتبط بإكراهات قاعات التحرير ، أحاول أن أعبر عمّا َيمور داخل مِرجل مجتمعي بكل وضوح ، لاأدعي بطولة أو جرأة لكن لتوضيح الصورة يكون لِزاماً علي أن أطل على رواد العتمة ومن يلعب خلف الستار ، أنا أفهم الكاريكاتير هكذا.

·       الكاريكاتور.. كفن وبعيدا عن المصطلحات الأكاديمية الفنية .. كيف تعرفه من خلال تجربتك الشخصية كرسام كاريكاتور مغربي؟

كرسام مغربي شاب ، ومن خلال تجربتي المتواضعة أستطيع أن أقول أن فن الكاريكاتير هو سلاحي .. أنا الأعزل، أمارس من خلاله سخريتي السوداء على هذه الأوضاع المشمولة بعذاب الرداءة ، وعقار أتناوله كي أسترجع توازني المختل.