الرسامة السعودية الوحيدة منال محمد تتحدث عن تجربتها: "فن الكاريكاتير.. هيمنة ذكورية وتعطش للحس النسائي الساخر"

من أعمال الزميلة الفنانة السعودية منال محمد يقال إن «السخرية هي عماد الفن الكاريكاتيري»، الأمر الذي ربط بين هذا الفن وبين الحس الفكاهي...

من أعمال الزميلة الفنانة السعودية منال محمد
يقال إن «السخرية هي عماد الفن الكاريكاتيري»، الأمر الذي ربط بين هذا الفن وبين الحس الفكاهي والنقد اللاذع، وهي أسباب يراها رسامو الكاريكاتير قد أسهمت في بسط الهيمنة الذكورية على هذا الفن، وإقصاء النساء من غمار تجربة الرسم الكاريكاتيري، فعلى الرغم من اجتياح المرأة السعودية ساحة الفنون البصرية من أوسع أبوابها، خاصة في الفن التشكيلي الذي أثبتت فيه تفوقها، إلا أنها ما زالت غائبة بشكل واضح وصريح عن ساحة الرسم الكاريكاتيري، وكأن ذلك اعتراف منها بأن الفن الكاريكاتيري هو فن رجالي محض، بالنظر إلى المتطلبات والأدوات التي يقوم عليها هذا الفن والتي قد لا تنسجم مع الطبيعة الهادئة والمسالمة التي نشأت عليها المرأة السعودية.

ولا يبدو غياب الرسامات النساء عن ساحة الفن الكاريكاتيري قضية سعودية بقدر ما هي إشكالية عربية واسعة النطاق، إذ لا يزال حجم رسامات الكاريكاتير العربيات يعد على أصابع اليد، بل وحتى اللاتي دخلن هذا المجال لم يستطعن الحصول على الحظوة والشهرة ذاتهما اللتين حققتهما رسومات ناجي العلي من فلسطين، ومصطفى حسين من مصر، وعلي فرازات من سوريا، وحمد العجيل من الكويت، وعبد السلام الهليل من السعودية، وغيرهم من الكاريكاتيريين العرب الذين نقشوا أسماءهم في ساحة الرسم الكاريكاتيري.

وحاليا، لا يوجد في السعودية سوى رسامة كاريكاتير واحدة تعمل بشكل يومي منتظم، وهي الرسامة منال محمد، التي تنشر أعمالها في صحيفة «الجزيرة» السعودية، وشارفت على إكمال عامها الرابع في ساحة الفن الكاريكاتيري، مع الإشارة لوجود رسامات كاريكاتير أخريات ممن ظهرن واختفين فجأة، أو ممن يمارسن الرسم الكاريكاتيري على فترات متباعدة، مثل رسامة الكاريكاتير السعودية هناء حجار التي حازت أعمالها استحسانا واسعا، إلا أن تجربة منال محمد تبدو الأكثر وضوحا بالنظر لالتزامها بالعمل اليومي الجاد في هذا المجال.

منال محمد تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن بداياتها الأولى بالقول «من هواياتي الرسم بشكل عام، وأهوى الرسم التشكيلي بشكل خاص، فخطر ببالي دخول مضمار الرسم الكاريكاتيري، وكنت حينها ﻻ أعرف عن الكاريكاتير سوى اسمه، ثم بدأت مشواري مع هذا الفن بالقراءة عنه ومتابعته، وزودت مكتبتي بكل ما يقع بيدي من كتب متخصصة ثم بدأت كمشاركة بصفحة طلابية». وتضيف «قبلها صدمت بنظرة بعض الكتاب وما يتردد في الإعلام تجاه دخول المرأة مضمار الرسم الكاريكاتيري، لأنه ﻻ يناسب طبيعة المرأة لما فيه من خطورة في بعض المواضيع خاصة السياسية والمواضيع التي تنتقد المسؤول بشكل مباشر، لذلك قويت عندي روح التحدي لإثبات قدرة المرأة على دخول هذا الفن المشاكس، فليس هناك سوى خمس نساء على مستوى العالم العربي فقط على حسب علمي. إنه عدد قليل مقارنة بالرجال».

وعن السبب الذي جذبها لفن الكاريكاتير، تقول «جذبتني سرعة وصول رسالته للمتلقي والمسؤول، وكذلك محبتي الجارفة للرسم الكاريكاتيري». وترى منال محمد أن سبب ندرة وجود الفنانات النساء في هذا المجال يعود لـ«صعوبة المتابعة للأحداث اليومية وبما في ذلك من خطورة في ما يتعلق بالخطوط الحمراء والرقابة، والسبب الآخر انعدام التمرن والتدرب على هذا النوع من الفنون».

وتعتقد رسامة الكاريكاتير الوحيدة في السعودية أن غياب رسامات الكاريكاتير انعكس بدوره على صورة المرأة في هذا الفن، إذ تبدو في كثير من الأحيان سلبية وسطحية. وتعزو ذلك إلى عدة أسباب منها طبيعة تفكير الرسامين تجاه المرأة، ووجود عدد من الرسامين ينظرون للمرأة نظرة معينة».

من ناحيته، يرى رسام الكاريكاتير أيمن الغامدي، الذي يعمل في صحيفة «الشرق» السعودية، أن غياب رسامات الكاريكاتير يحمل عدة أسباب، أبرزها رؤية المجتمع تجاه طبيعة العمل الإعلامي ذاته والتخوف من احتمالية أن تتجاوز المرأة حدودها، وهو كما يعتقد ما أضعف من إقدام المرأة السعودية على خوض غمار هذه التجربة.

ويضيف الغامدي «مشكلة فن الكاريكاتير أنه يتطلب وجود احتكاك بالعنصر الرجالي بحكم كون الرجال أقرب إلى سلبيات المجتمع، وهو ما يسهم بدوره في خروج العديد من الأفكار المميزة التي بالإمكان نقدها عبر الصحافة»، ويضيف «الأهم من ذلك أن الرجل لديه دافع قوي في النقد والسخرية من ناحية الأفكار، بعكس المرأة ذات الطبيعة الرقيقة والناعمة، وكما نعلم فإن فن الكاريكاتير يقوم على النقد اللاذع».

وعلى الرغم من السيطرة الذكورية الكبيرة على فن الكاريكاتير في السعودية، فإن ذلك لم يحبط بعض المؤسسات الصحافية التي ما زالت تتعطش لرسومات السيدات ذات الحس الساخر، كما يؤكد الغامدي بقوله «أي صحيفة، لو وجدت فتاة مبدعة في مجال الكاريكاتير فأنا متأكد أنها ستحتضنها وتدعمها بكل ما تستطيع»، مشيرا إلى أن شح الرسامات هو في حد ذاته فرصة مواتية للراغبات في اقتحام هذا المجال، في ظل خلو الساحة من الأسماء النسائية الجادة التي تمارس فن الكاريكاتير بصورة احترافية.

عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية
للمزيد أضغط على الرابط
http://aawsat.com

رابط

دردشة توون 8443369179141421130

Post a Comment

تابعنا

الاكثر مشاهدة

الأخيرة

تواصل اجتماعي

  • تابعنا في الفيسبوك

    للاعلان معنا

    المساهمة

    للمشاركة معنا نرجو مراسلتنا عبر بريدنا الالكتروني التالي: arabic@toonsmag.com

    ادعمنا

    item