الكاريكاتير كأداة صراع

الكاتب:   نيللي جرجس في حروب القرن الماضي كان شائعا استخدام افلام البروباجندا للترويج لمواقف الدول من الصراعات و الازمات، اليوم في خضم ...

الكاتب:  نيللي جرجس
في حروب القرن الماضي كان شائعا استخدام افلام البروباجندا للترويج لمواقف الدول من الصراعات و الازمات، اليوم في خضم كل ما تمر به المنطقة و العالم يبدو لنا جليا ان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي  كبديل اصبح اكثر اهمية، لكنه يبقى خاضع لنتائج المتغيرات على الارض، ثورات الربيع العربي تعد مثالاً مهماً على استخدام الصورة سواء للتعبير عن رأي أو دعم الحركات الشعبية او تأييد السلطة. 
بالإضافة لفيديوهات الهواة و الجرافيتي و الصور الصادمة فإن الكاريكاتير الذي كان محتكرا من قبل وسائل الاعلام الرسمي عاد للعب دوره بشكل فعّال، و اصبح من الشائع تبادل الكاريكاتيرات او الصور الممنتجة ليس فقط للتعبير عما يحدث و انما كأداة في الصراع و التجييش، الامر ليس مقتصراً على العالم العربي حيث قام الموقع الفرنسي اوبسرفر فرانس 24 برصد ظاهرة استعمال الكاريكاتير في الازمة الاوكرانية الروسية في تقرير بعنوان "حرب الكاريكاتير" حيث في بداية أذار كان أن طلب فناني كاريكاتير اوكرانيين (1) من نظرائهم الروس الا يشتركوا في لعبة التقسيم بين الشعبين، لكن فيما يبدو فإن الرسالة لم تكن مقنعة بحسب تعبير فرانس 24 حيث قام 420 فنان روسي بنفس التوقيت بتوقيع رسالة دعم  للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتمنون فيها " ضمان الامان بأي ثمن  للشعب المتحدث بالروسية في شرق اوكرانيا".
و هكذا بدأ التراشق بين داعمي الموقف الروسي و القريبين من الموقف الاوربي على وسائل التواصل الاجتماعي سواء بالكاريكاتير او بالصورة الممنتجة.
الملفت في الحالة الروسية الاوكرانية هو حجم الظاهرة يوري زورافل Yuriy Zhuravel و هو رسام اوكراني أعلن أنه يستطيع حاليا العيش من فنه فقط بسبب رسوم الازمة، قائلاً " لقد وصلني 150 الف هرفينا (بالعملة الاوكرانية اي ما يساوي  9600 يورو) لتمويل عمل تجميع للرسوم السياسية" قبل ان يضيف ان أهم اعماله عن الازمة و هو رسم يخلد ال 94 ضحية اوكرانية منذ بداية الازمة قد تم طبعه على لوحات قماشية و عُلّق في العديد من الساحات سواء في العاصمة او المدن الاوكرانية، و يوري زورافل أنه لم يتردد في الاعلان عن نيته حمل السلاح للدفاع عن هوية اوكرانيا لو استلزم الامر ذلك.
في الجانب المقابل فإن فيتالي بودفيسكي  Vitali Podvitskiو هو رسام روسي محترف يرى نفسه غير معني بآراء نظراءه، و انه يقوم بنقل الواقع من حوله و أنه لا يتعرض لأي ضغط لعمل ما يقوم به، لكنه يضيف " شعبيتي منخفضة بين الفنانين حيث أن معظمهم ضد سياسات بوتين، نظرائي من الرسامين يكرهونني لأني لا اعمل مثلهم، هم يرسمون ما يفكرون به و انا ارسم ما يفكر به الناس"، فيتالي بودفيسكي ايضاً صرح انه ارسل رسالة لبوتين يعرض فيها استعداده للتطوع لدعم روسيا.
في كلا المعسكرين - لو صحّ لنا تسميتهما بذلك – يتمتع الرسامون بدعم شعبي يشرعن مواقفهم و أرائهم، و كلا الحالتين هناك استعمال للتجييش وهناك نيّة للحل العسكري، في الحالة العربية نشهد رسوماُ و مواقف تدعو لاستعمال عقوبات متشددة مع الطرف الاخر كرسم اسامة علي في موقع فيتو المصري و الذي يدعو صراحة لتوقيع عقوبة الاعدام بكل من أعضاء الاخوان و حركة 6 ابريل، السؤال هنا هو حتى اي حدود يمكن لفنان الكاريكاتير استعمال اعماله في الصراعات الدائرة؟ 
و لأي مدى يمكن استعمال الدعم الشعبي لأعماله ؟ 

رابط

مقالات 3595239523467231491

Post a Comment

تابعنا

الاكثر مشاهدة

الأخيرة

تواصل اجتماعي

  • تابعنا في الفيسبوك

    للاعلان معنا

    المساهمة

    للمشاركة معنا نرجو مراسلتنا عبر بريدنا الالكتروني التالي: [email protected]

    ادعمنا

    item