حنظلة ناجي العلي .. في طابع بريدي ألماني

سيدة ألمانيّة تأثرت بالرمز الفلسطيني "حنظلة"، فحوّلت الفكرة عبر جمعيتها إلى مبادرة لتجمع من خلالها تبرعات، تدعم بها قطاع الص...

سيدة ألمانيّة تأثرت بالرمز الفلسطيني "حنظلة"، فحوّلت الفكرة عبر جمعيتها إلى مبادرة لتجمع من خلالها تبرعات، تدعم بها قطاع الصحة في فلسطين، واتفقت مع مؤسسة البريد الألمانية على إصدار طابع يحمل صورة "حنظلة".

الشارقة 24 - برلين: كيان حسن

الطفل الفلسطيني "حنظلة"، أحد أشهر الرموز الفلسطينيّة على الإطلاق، يُصدر اليوم كطابع بريدي في دولة ألمانيا الاتحاديّة، بعد اتفاق بين مؤسسة البريد الألمانيّة "Deutsche Post"، وجمعية ألمانية خيرية هي "Förderverein Medical Center Beit Sahour".

جاءت فكرة هذه المبادرة من رئيسة الجمعية الألمانية، غيرترود نيلز، بهدف جمع تبرعات لدعم القطاع الصحي في فلسطين، من خلال شراء هذا الطابع وإعادة بيعه. إضافة إلى ذلك، تهدف المبادرة إلى تعريف الجمهور الألماني بشخصية "حنظلة" الشهيرة، حسب ما صرّحت به نيلز لوسيلة إعلام ألمانيّة.

لماذا "حنظلة"؟

طابع "حنظلة" يصدر ضمن الفئة الأكثر استخداماً في ألمانيا، وهي الـ 62 سنتاً للطابع الواحد، إذ يستخدمها الناس، وأغلبية الدوائر الرسمية، وغير الرسمية، بالإضافة إلى الشركات، وذلك في الرسائل اليوميّة العاديّة، حيث تقدّر بـ ٧٠ مليون رسالة يومياً. وكما هو معروف، فإن "حنظلة" كان بمثابة توقيع للفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي في أغلب أعماله الكاريكاتورية.

اختيار نيلز لـ"حنظلة" جاء لرمزيته، وانتشاره في الأوساط الفلسطينية والعربيّة، وكذلك جاء بعدما قرأت عنه، وتأثرت به، فهو "أفضل ما يمكن استخدامه، لإبراز المعاناة الفلسطينية للمواطن الألماني" حسب تعبير نيلز، وللموافقة على هذا الرمز، قدّمت جمعيتها، وبشكل كتابي مفصّل، تعريفاً به.

نظرة إنسانيّة

حول هذه المبادرة رصدت "الشارقة 24" بعض الآراء، يقول المصوّر مؤنس البخاري: "من جهتي، أحيّي الجمعية على نشاطها، وسعيها لإظهار الوجه الإنساني للقضية الفلسطينية، بعيداً عن التعقيدات السياسية، فالفن رسالة إنسانية سامية، تتفوق في حضورها على رسائل التفرقة والعنصرية، ودعم المؤسسات الرسمية الألمانية لمساعي أهل الخير من الجالية الفلسطينية في ألمانيا، أكبر دليل على حضور النظرة الإنسانية إلى القضية الفلسطينية من جانب الحكومة الاتحادية الألمانية".

ويتمنى البخاري أن يرتقي النشاط الفلسطيني بالعموم في ألمانيا إلى مستوى ما حققته هذه الجمعية، وإلى مستوى آمال ورسائل حنظلة، الباقية في قلوبهم، وهمومهم، وإن غابت عنهم ريشة الشهيد الفنان ناجي العلي، حسب تعبيره.

من جانبها ترى الفلسطينية منال عاصي، أنّ رمز حنظلة هو نوع من القوّة، وهذه المبادرة مختلفة كون دعم القضية الفلسطينيّة ما زال بوسائل تقليديّة، أساسها شرح الضعف والاضطهاد بشكل مباشر، وباركت عاصي المبادرة كون وضع القطاع الصحي في فلسطين "تعيس جدّاً" حسب وصفها.

الفكرة "لا تروق" لبعض الفلسطينيّين!

بدوره، ينظر رسام الكاريكاتير الفلسطيني هاني عباس إلى الموضوع من زاويتين، ويقول لـ "الشارقة 24": "الزاوية الأولى وهي لا تروق لي، استخدام رمز كفاح شعب عريق، وأصيل ضد الاحتلال في حملة لجمع تبرعات، ولا تروق لي بسبب الحال الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية من قضية تحرر وطنية هزت العالم إلى قضية جمع تبرعات، ودول مانحة، وهنا أقصد أن المشكلة في هذه المرحلة فينا نحن، وليست فيهم".

أما في الزاوية الثانية فيضيف عباس: "هؤلاء الناشطون الرائعون في أوروبا يقدمون الكثير من أجل مساعدة الآخر أياً كان، وهنا أجد جانبين مهمين الأول: المساعدة، والثاني: التعريف بحنظلة، ومنه بالقضية الفلسطينية".

ويشير إلى أنّ الزاوية الأولى والثانية هما إحساسان متداخلان يتصارعان بداخله، عند قراءة الخبر - إصدار طابع حنظلة - أي أنه من الجيد أن يحصل أي انسان محتاج على المساعدة، وأيضاً يشعر عباس بالألم "لما وصلت إليه قضايانا"، حسب قوله.

محاكاة للمبادرة

في حين يرى زميله فادي أبو حسّان، أن المبادرة جميلة في بلد أوروبي، وبين جمهور غربي لا يعرف الكثير عن رموز القضية الفلسطينية، وأهمها "حنظلة" ناجي العلي، وهو رمز كل فلسطيني، ويضيف أبو حسّان لـ "الشارقة 24": "نعلم مدى توغّل وتغوّل الدعاية الصهيونية في ألمانيا، وتزييفها للحق التاريخي الفلسطيني. كان الأجدى والأولى أن تكون هذه المبادرة فلسطينية، وبرعاية رسمية، ولكن مبادرة رائعة وفرصة لنا نحن كفلسطينيين في الشتات، وفي الداخل المحتل للتعريف عن أهم رمز للقضية الفلسطينية".

وفي محاكاة لهذه المبادرة، قال أبو حسّان أنه يملك ثلاثة آلاف رسم كاريكاتيري للراحل ناجي العلي، وهو على استعداد لأي تعاون جدّي ووثيق حول تنظيم فعاليّة عن ناجي، بعض الجهات عرضت عليه، لكنّه رفض خوفاً من استغلال البعض، في الوقت الذي يهدف فيه أبو حسان إلى رسالة نبيلة وسامية، حسب تعبيره.

"حنظلة" ناجي العلي

حنظلة هي أشهر الشخصيات التي رسمها ناجي العلي في كاريكاتيراته، ويمثل صبياً في العاشرة من عمره. أدار حنظلة ظهره للقارئ، وعقد يديه خلف ظهره في العام 1973. أصبح حنظلة بمثابة توقيع لناجي العلي، كما أصبح رمزاً للهوية الفلسطينية.

ناجي العلي، رسام كاريكاتير فلسطيني، تميز بالنقد اللاذع الذي يعمّق عبر اجتذابه للانتباه، الوعي الرائد من خلال رسومه الكاريكاتورية، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين الذين عملوا على ريادة التغيّر السياسي باستخدام الفن كأحد أساليب التكثيف.

تضامن مع الشعب الفلسطيني

يوم 21 سبتمبر/أيلول من العام 1982، صدر في ألمانيا الشرقيّة، طابع التضامن مع الشعب الفلسطيني، بعدد نسخ تجاوز 3.5 مليون طابع، وهو عبارة عن صورة لعائلة فلسطينية مؤلفة من أب، وأم، وطفلة، يلفهم الشماغ الفلسطيني، وتظهر يد الطفلة، وفيها شجرة هي "شجر الحياة"، والطابع من تصميم بيتر كورنْ.

عن موقع "الشارقة 24" https://www.sharjah24.ae/ar/arts/33659

رابط

أخبار 8290464005621733306

Post a Comment

تابعنا

الاكثر مشاهدة

الأخيرة

تواصل اجتماعي

  • تابعنا في الفيسبوك

    للاعلان معنا

    المساهمة

    للمشاركة معنا نرجو مراسلتنا عبر بريدنا الالكتروني التالي: [email protected]

    ادعمنا

    item