(الأطفال والحرب).. معرض كاريكاتوري عالمي لدعم الطفولة السورية في سبتمبر المقبل/النرويج
حمل الفنان الكاريكاتوري الفلسطيني - السوري فادي أبو حسان جثث الأطفال في ريف دمشق، محاولاً إنقاذها من موت محتم. زرعت تلك اللحظات في وجدا...
https://ar.toonsmag.com/2015/07/523525.html
حمل الفنان الكاريكاتوري الفلسطيني - السوري فادي أبو حسان جثث الأطفال في ريف دمشق، محاولاً إنقاذها من موت محتم. زرعت تلك اللحظات في وجدانه وعداً قطعه على نفسه، وكلّم به جثث الأطفال همساً.
تحول العهد نداء وجهه إلى رسامي الكاريكاتور في العالم، لإقامة معرض يصور بشاعة الحرب في سورية، وآثارها المدمرة على الطفولة. وراحت مبادرته البسيطة تكبر بانضمام فنانين من حول العالم للمشاركة في معرض «الأطفال والحرب»، المقرر إقامته في أوسلو عاصمة النروج في ايلول (سبتمبر) المقبل، بمشاركة 315 رساماً من 48 دولة.
وسيكون محور المعرض هو الطفل وعلاقته بالحرب والجندي والدبابة والقذيفة، وفقدان السلام، وعلاقة العالم بصور الأطفال التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل الجهور معها.
ولفادي حضور واضح في رسوم عدة، منها واحد يصور أماً تصرخ وهي تضع يدها على طفلها بعد إن اخترق ظهره صاروخ، والأم وابنها تحت إشارة «لايك». يقول فادي إن الطفولة «تحتاج إلى أكثر من «لايك» على «فايسبوك». الطفولة في سورية تحتاج إلى صرخة تهز العالم للوقوف ضد الديكتاتوريات، وأنا في معرضي أتخذت عنواناً شخصياً الكاريكاتور ضد الديكتاتور، لأن ما من شيء يهز عرش الحاكم كما النقد، لما يزرعه من رعب في قلوب الناس. فرسم بسيط قادر على أن يفعل بكيانه وجبروته أكثر من دبابة، لذا فهو يحارب الكاريكاتور وأي فن آخر كما يحارب عدواً مدججاً بالأسلحة».
ويضيف: «وجهت ندائي الى اصدقائي من الرسامين، بعضهم تحمس بسرعة، فيما فئة أخذت وقتاً أطول لتقرر الانضمام وهذا أمر طبيعي، ولكن أول من آمن بفكرتي هو رسام كاريكاتور من بنغلادش يدعى عارف الرحمن، وقد أصبح شريكي في المشروع وأعلن عنه في موقعه «تونز ماك»، كما دعم المعرض اتحاد القلم النروجي ومتحف فريديريك ستابل للكارتون، حيث ستُعرض اللوحات».
ويوضح أن المعرض سيكون «رسالة بصرية في قالب كوميدي لتعكس سوداوية الحرب في سورية. وهذه المبادرة هي فعل بسيط لدعم الطفل السوري الذي كان ولا يزال أول ضحية للحرب الشرسة، سواء من قبل النظام أو داعش». ويلفت إلى «تناول حضور «داعش» في المشهد السوري وما يفعله ضد الطفولة، فهناك محاور مختلفة تصور معاناة الطفل السوري في مخيمات اللجوء أولاً وما يعانيه من جوع وقهر، ورسوم تناولته في الداخل وما يعانيه من القصف والقذائف، إضافة إلى محور عسكرة الطفولة حتى أصبحنا نرى أولاداً يحملون السلاح او يقومون بأعمال قتالية».
ويضيف: «شوهت الحرب في سورية معاني الطفولة على كل المستويات. عسكرة الطفولة كانت محوراً جسده فنانين من جنوب أفريقيا وهولندا، أما موضوع «داعش» والطفولة فقد جسده فنان من أفغانستان».
والمشاركة العربية كانت كثيفة من الجزائر، فلسطين، المغرب، السودان، اليمن ومصر، كما كانت هناك مشاركة من رسام ايراني معارض ورسام تركي.
ويعمل فادي أبو حسان مع منسقي المشروع ومنظمة «الكلمة الحرة» النروجية على طباعة هذه الرسوم في كتاب، وبيعه تزامناً مع المعرض، وسيعود ريعه لمصلحة الأطفال في سورية.
عن صحيفة "الحياة" اللندنية