دردشة توون مع رسام الكاريكاتور السوداني طلال الناير: الرقابة في بلادنا تفكر بعقلية القرن الثامن عشر وتعمل بأدوات القرن الحادي والعشرين

·         أول رسم كاريكاتور لك ما هو ومتى؟ من الصعوبة تحديد تاريخ أول رسم كاريكاتوري وميعاده لأن المسألة تأتي تراكمية؛ منذ محاولة تق...

·       أول رسم كاريكاتور لك ما هو ومتى؟
من الصعوبة تحديد تاريخ أول رسم كاريكاتوري وميعاده لأن المسألة تأتي تراكمية؛ منذ محاولة تقليد وإعادة نسخ رسومات الكومكس ومجلات الأطفال، وأيضاً من الإعجاب بفنانين ومحاولة التشبه بهم، مروراً بمحاولة الإستقلال وخلق الأسلوب الذاتي. لكن بصورة عامة يمكنني القول بأن التجارب الناضجة بالنسبة لي والواضحة ظهرت على مرحلتين، الأولى عندما نشرت أول رسم كاريكاتوري لي في صحيفة "الأوائل" عام 1998، وكان عمري حينها 15 عاماً، ولم أستمر في الرسم وتوقفت عن الرسم في نهايات 1998، بعدها أنقطعت تماماً عن الرسم وعدت الكرة مجدداً في العام 2003، وهو العام الذي بدأت فيها الكاريكاتير كمحترف. في المحاولة الأولى كنت أرسم فقط من أجل الرسم، فلم تكن هناك أفكار مركزية أو مواضيع أعمل عليها، ولم تظهر الأمور بوضوح بالنسبة لي إلا في أواخر1999 حيث تبنيت حينها توجه سياسي ساعدني كثيراً في تطوير أطلاعي وتوسيع معارفي وبالتالي تغيير فهمي للكاريكاتير والمواضيع التي أعمل عليها.
·       القط والفأر .. لعبة أتقنها رسام الكاريكاتور العربي مع أجهزة الرقابة في البلد الذي يعيش فيه.. برأيك  هل مازالت قائمة هذه اللعبة حتى هذه اللحظة ام هنالك تبدل في قواعدها مؤخرا بعدما شهدته منطقتنا العربية من متغيرات سياسية ؟
كانت لدي تجارب مريرة، وطريفة مع الرقابة في ذات الوقت، كانت رقابة تفكر بعقلية القرن الثامن عشر وتعمل بأدوات القرن الحادي والعشرين عندما كنت أعمل في الصحف السودانية، فهناك الرقابة كانت من النوع الخشن متعدد الطبقات والأوجه؛ فهناك أولاً رقابة داخلية من إدارة التحرير في الصحيفة، وهناك الرقابة القبلية – أي قبل الطبع – ويقوم بها الرقيب الأمني والذي هو ضابط في المخابرات، والذي لا يمكن للصحيفة أن تنشر ما لم يعطي الأذن بذلك، وهناك رقابة ما بعد النشر، التي هي عبارة عن متاهة من القوانين والتشريعات التي يطول شرحها. لكل دولة مشاكلها وطرقها في الرقابة ومواضيعها الممنوعة وخطوطها الحمراء، ولكل صحيفة أسلوب خاص في توصيل ممنوعاتها إلى الرسامين، أو في التعاطي معهم. شخصية الرسامين تختلف كذلك، فهناك المتمرد الثوري، وهناك المتمرد الدبلوماسي، وهناك من يرسم لأجل قوت يومه، وهناك الرسام المتملق، وغيرها من أنماط الشخصيات والتي تجعل طرق تعامل الصحف مع الرسامين أكثر تنوعاً، وكذلك يجعل من الأمر أكثر صعوبة في أستباط قاعدة واحدة ومبسطة لإستيعاب هذا التعدد الكبير.
·       برأيك الحرية .. اتسعت هوامشها بعد ثورات الربيع العربي أم ضاقت أكثر من ذي قبل بالنسبة لك كرسام كاريكاتور ؟
النسبة لي وللصحف التي أشتغلت بها لم ألحظ من خلال تواجدي هناك شيئ يتعلق بالربيع العربي من خلال مسألة الحريات لأن أغلبية عملي مع صحف ومجلات ومواقع أجنبية والتي مثلها مثل أي صحف في العالم، لديها سياسات داخلية وسياسات خارجية تحد أحياناً من حرية الرسام في التعبير، ولكل مكان طبيعته وسياساته التحريرية. كان ولا تزال لدي صدامات – وإن كانت أقل صمتاً – مع الجهات التي أعمل لديها.

رابط

دردشة توون 7107125181983807351

Post a Comment

تابعنا

الاكثر مشاهدة

الأخيرة

تواصل اجتماعي

  • تابعنا في الفيسبوك

    للاعلان معنا

    المساهمة

    للمشاركة معنا نرجو مراسلتنا عبر بريدنا الالكتروني التالي: [email protected]

    ادعمنا

    item